تحكي لنا كاثرين لامو من إيطاليا خواطرها في مرحلة المراهقة وكيف أنها استطاعت تجاوز تلك المرحلة بكل سهولة ويسر, وكيف نجحت في بناء شخصيتها لتصبح فتاة نافعة في المجتمع الذي تعيش فيه.
إذ تعتبر مرحلة المراهقة من أخطر المراحل التي تمر بها الفتاة في حياتها, والتي تبني فيها شخصيتها وتؤسس فيها الأفكار التي تعبر بها لمرافئ الأمان لتوصلها للبر الذي تطمح في الوصول إليه .
ونسبة لخطورة هذه المرحلة فقد أمر كل أخصائيو التربية من الآباء والأمهات الاهتمام بالمراهق/ المراهقة بحيث يشعر المراهق/ المراهقة بالاهتمام الذي يوليه إليه والديه لا سيما وأن الهجمة المادية "ممثلة في الطاقة العظيمة التي يحسها " في جسده أكبر مما هو يتوقع, وبالتالي هنالك هجمة أقوى من الأحاسيس والمشاعر التي تتنازعه, فيشعر بالقلق والضياع ويحتاج للوالدين كما يحتاج للصديق الصدوق الذي يوضح له ما ينتابه من قلق وضياع .
لذلك من المهم أن تركن الفتاة المراهقة في إفشاء أسرارها إلى والدتها التي سوف تقوم بإرشادها ونصحها لما يجب أن تعمله تجاه تلك التغييرات التي حدثت لها, وعلى الأم توضيح كل الأمور الخاصة بالتطورات الناشئة في تلك المرحلة
تقول كاثرين لامو عن مرحلة المراهقة التي مرت بها : "منذ نعومة أظفاري كنت أهتم بممارسة الرياضة مع أخوتي الكبار بحديقة منزلنا واللعب بالمرجيحة , وبالمدرسة انضممت لمجموعة فتيات الرياضة الصحية
حيث كانت لدينا مدرّسة خاصة بالرياضة, وكانت تخصص حصة صباحية قبل بدء الدراسة لممارسة الألعاب الرياضية
في الصف الرابع أخبرتني صديقتي جانيت بأنها انضمت لمجموعة فتيات اللواتي يمارسن الرياضة الصحية لرفع كفاءة أداء الجسم.
أخبرت والدتي فوافقت على الطلب وأخبرت والدي الذي شجعني بشرائه للأدوات الرياضية الخاصة.
صادفت زميلات لطيفات بجانب جانيت وصرنا صديقات ولا سيما وقد جمع بيننا الاهتمام بقراءة الكتب الصغيرة والتي تهتم بقصص المغامرات المثيرة , وكنا نتبادل قراءة الكتب مما جعلني أقرأ عددا هائلا من الكتب من شتى الأنواع مما وسع أفقي وزاد من معرفتي بالحياة, وتدرجت مجموعتنا في أصناف الكتب لتقرأ كتبا أكثر تخصصا وشملت كتبا في مجالات التربية وعلم النفس والاجتماع بجانب قراءة الكتب التي تهتم بالتاريخ والصحة مما زاد من رقعة ثقافتنا .
بعض الفتيات من حولي كن يعانين من وطأة الهجمة الخطيرة التي حدثت لهن في تلك المرحلة (المراهقة) وجنحن إلى طرق غير سليمة ولكنني وصديقاتي مررن بها بكل سهولة ويسر لأن الطاقة الهائلة التي شعرنا بها في مرحلة المراهقة استطعنا هدرها بالرياضة, أما المشاعر الجياشة التي هاجمتنا في تلك المرحلة استطعنا استقطابها في قراءة الكتب المفيدة والتي تدرجنا في مواضيعها بما يبني ويؤسس لشخصية مثقفة بعيدة عن الجنوح وتعاطي المكيفات من سجاير ومخدرات بجانب الابتعاد عن الكحول والخروج مع المراهقين للكازينوهات والحدائق العامة .
إنني أكتب خواطري هذه وقد عبرت مرحلة المراهقة بكل سهولة ويسر واستفدت من الطاقة العظيمة التي داخلي فيما ينمي شخصيتي وبالتالي يعود بالنفع على المجتمع الذي من حولي مما أملك من إمكانيات عظيمة لا سيما وإنني حاليا أتمتع بصحة جيدة وعقل متفتح ثقافياً, بجانب نمو كل المشاعر الخيرة في داخلي مما يجعلني أشعر بالثقة الزائدة في نفسي مما يؤهلني لقيادة المجتمع النسائي في هذه المدينة".
تقبلوا تحياتي \ra3i alhawa../\/